صدمة لصناعة الملابس: في 2 أبريل 2025، فرضت الإدارة الأمريكية سلسلة من التعريفات الجمركية المماثلة على مجموعة واسعة من السلع المستوردة، بما في ذلك الملابس. وقد أحدثت هذه الخطوة صدمة في جميع أنحاء العالم.ملابستُؤثر هذه الإجراءات على الصناعة، مُسببةً اضطرابًا في سلاسل التوريد، وزيادة في التكاليف، وخلق حالة من عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين على حدٍ سواء. تأثيرها على مستوردي وتجار التجزئة للملابس: يُستورد ما يقارب 95% من الملابس المباعة في الولايات المتحدة، وتُعدّ الصين وفيتنام والهند وبنغلاديش وإندونيسيا من أهم مصادرها. وقد رفعت التعريفات الجمركية الجديدة رسوم الاستيراد على هذه الدول بشكلٍ ملحوظ، حيث ارتفعت من 11-12% إلى 38-65%. وقد أدّى ذلك إلى ارتفاع حاد في تكلفة الملابس المستوردة، مما يُشكّل ضغطًا هائلًا على مستوردي وتجار التجزئة للملابس في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، شهدت علامات تجارية مثل نايكي، وأمريكان إيجل، وغاب، ورالف لورين، التي تعتمد بشكلٍ كبير على الإنتاج في الخارج، انخفاضًا حادًا في أسعار أسهمها. وتواجه هذه الشركات الآن خيارًا صعبًا بين تحمّل التكاليف المتزايدة، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على هوامش أرباحها، أو تحميلها على المستهلكين من خلال رفع الأسعار.
بحسب أبحاث ويليام بلير في مجال الأسهم، من المرجح أن تبلغ الزيادة الإجمالية في تكلفة البضائع حوالي 30%، وسيتعين على الشركات تحمل حصة كبيرة من هذه الزيادة. وقد أدى ارتفاع الرسوم الجمركية إلى تغيير في استراتيجيات التوريد لدى العديد من الشركات الأمريكية.ملابسيبحث المستوردون عن خيارات توريد بديلة في دول ذات تعريفات جمركية منخفضة. إلا أن إيجاد بدائل مناسبة ليس بالأمر الهين، إذ تتسم العديد من البدائل المحتملة بارتفاع تكاليف الإنتاج، وتفتقر إلى تنوع المنتجات أو القدرات الإنتاجية اللازمة. فعلى سبيل المثال، ورغم أن بنغلاديش لا تزال خيارًا اقتصاديًا نسبيًا، إلا أنها قد تواجه صعوبات في القدرة الإنتاجية وممارسات التصنيع الأخلاقية. في المقابل، برزت الهند كبديل استراتيجي رغم ارتفاع التعريفات الجمركية.
تشتهر شركات تصنيع الملابس الهندية بقدرتها على إنتاج ملابس عالية الجودة بأسعار تنافسية، كما أن النظام البيئي النسيجي القوي في البلاد، وممارسات التصنيع الأخلاقية، وقدرات الإنتاج المرنة تجعلها وجهة موثوقة للتوريد. تحديات إعادة توطين صناعة الملابس: لا يُعدّ نقل إنتاج الملابس إلى الولايات المتحدة حلاً عملياً. فالولايات المتحدة تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة، والعمالة الماهرة، والقدرات اللازمة لزيادة الإنتاج. إضافةً إلى ذلك، سيظل استيراد العديد من المنسوجات الأساسية لإنتاج الملابس ضرورياً، بتكاليف متزايدة. وكما أشار ستيفن لامار، رئيس الرابطة الأمريكية للملابس والأحذية، فإن نقل تصنيع الملابس إلى الولايات المتحدة غير ممكن بسبب نقص العمالة والمهارات والبنية التحتية. التأثير على المستهلكين: من المرجح أن تؤدي زيادة الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار الملابس بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين. وبما أن غالبية الملابس المباعة في الولايات المتحدة مستوردة، فإن ارتفاع تكاليف الاستيراد سينعكس حتماً على المستهلكين في صورة ارتفاع أسعار التجزئة. سيؤدي هذا إلى زيادة الضغط على المستهلكين، لا سيما في ظل مناخ اقتصادي كلي صعب بالفعل مع ارتفاع التضخم. الآثار الاقتصادية والاجتماعية العالمية: أدى فرض الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية من جانب واحد إلى رد فعل كبير في السوق، مما أدى إلى خسارة قدرها 2 تريليون دولار في وول ستريت.
تواصلت أكثر من 50 دولة، مستهدفة بفرض تعريفات جمركية مماثلة من قبل الولايات المتحدة، لبدء مفاوضات بشأن التعريفات الجمركية المرتفعة على الواردات. وقد أدت التعريفات الجديدة إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية للمنسوجات والملابس، مما زاد من حالة عدم اليقين ورفع الأسعار. علاوة على ذلك، قد يكون للتعريفات المرتفعة آثار اجتماعية كبيرة في الدول المنتجة للملابس. إذ قد تؤدي التعريفات المرتفعة في الدول الرئيسية المنتجة للملابس إلى خسائر كبيرة في الوظائف وضغوط نزولي على أجور العمال في الدول التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الملابس، مثل كمبوديا وبنغلاديش وسريلانكا. خلاصة القول، إن فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية مماثلة على واردات الملابس له آثار بعيدة المدى على صناعة الملابس العالمية. فقد زاد من تكاليف المستوردين وتجار التجزئة، وعطل سلاسل التوريد، وخلق حالة من عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين. في حين أن بعض الدول مثل الهند قد تستفيد من التحول في استراتيجيات التوريد، فمن المرجح أن يكون التأثير الإجمالي على الصناعة سلبياً. ومن المرجح أن تؤدي التعريفات المرتفعة إلى ارتفاع الأسعار.ملابسأسعار مرتفعة للمستهلكين الأمريكيين، مما يزيد من الضغط على معنويات المستهلكين في بيئة اقتصادية صعبة بالفعل.
تاريخ النشر: 10 أبريل 2025
